مقديشو – تسببت أمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة، منذ منتصف أبريل، في تدهور الأوضاع الإنسانية في عدد من مناطق الصومال، حيث أثرت على أكثر من 45 ألف شخص وأودت بحياة أربعة على الأقل، وفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) بتاريخ 30 أبريل.

وأشار التقرير إلى مصرع طفلين وامرأة في منطقة إسكوشوبان بإقليم باري في أرض البنط، إلى جانب وفاة فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا في مدينة بيدوا جنوب غرب البلاد. وتُعد مناطق باري ونغال من بين أكثر المناطق تضررًا في إقليم أرض البنط.

وفي ولاية هيرشبيلي، تسبب فيضان نهر شبيلي في 28 أبريل بمديرية جوهر في تهجير ما يقرب من 6,120 شخصًا من خمس قرى، بعد أن غمرت المياه حوالي 11,000 هكتار من الأراضي الزراعية في قرى غافاي، مورياالي، بيخاو، إي جي آي، ونوركاي. وتواجه الأسر النازحة في تلك المناطق نقصًا حادًا في الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية، بعد أن لجأت إلى مخيمات مؤقتة على المرتفعات.

كما اجتاحت السيول مدينة غالكعيو في ولاية غلمدغ في 29 أبريل، ما أدى إلى تضرر أكثر من 9,570 نازحًا داخليًا يقيمون في 14 مخيمًا في شمال وجنوب المدينة. ورغم أن الأمطار ساهمت في التخفيف من وطأة الجفاف المستمر منذ ستة أشهر عبر تجديد مصادر المياه والمراعي، إلا أنها فاقمت معاناة المجتمعات الضعيفة، لا سيما النازحين.

وفي سياق متصل، أفاد مشروع معلومات المياه والأراضي في الصومال (SWALIM)، التابع لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، بتوقعات بهطول أمطار خفيفة إلى معتدلة في المناطق الوسطى والجنوبية، بينما يُتوقع طقس جاف في إقليمي أرض البنط وأرض الصومال. كما يُتوقع أن ترتفع مستويات نهر شبيلي بشكل معتدل دون الوصول إلى عتبات الخطر، مع التحذير من فيضانات ناتجة عن تدخلات بشرية في المناطق السفلى من النهر، خاصة بعد جوهر. أما نهر جوبا، فمن المرجح أن يظل دون مستويات الفيضانات الخطرة رغم تقلب مستوياته.

ورغم تفاقم الاحتياجات الإنسانية، لم يُموَّل سوى 10% فقط من خطة الاستجابة الإنسانية للصومال لعام 2025 حتى نهاية أبريل. ودعا مكتب (OCHA) جميع الشركاء والجهات المانحة إلى تقديم دعم عاجل لتوفير المأوى والصرف الصحي والمساعدات الضرورية للمجتمعات التي تعاني من آثار الكارثة والنزوح.

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.