توفي الملحن الصومالي عبد الكريم فارح قاري عن عمر ناهز 79 عاماً صباح اليوم في مستشفى أوردغان بالعاصمة مقديشو، إثر تعرضه لوعكة صحية، كان يرقد بسببها في المستشفى في الفترة الأخيرة من حياته.
 
وأكد خبر وفاته لوسائل الإعلام المحلية عددٌ من أفراد أسرة وأقارب الفنان الصومالي.
 
وعمل فارح على تلحين العديد من الأغاني الصومالية الشعبية والغزلية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وأشهرها أغنية “بلدوين” التي أداها المغني الشهير حسن آدم ستمر، وتعود كلماتها للأديب الصومالي محمد إبراهيم حدراوي .
 
ويقول الصحافي المتخصص في الفن الصومالي عمر سربيو، لـ”العربي الجديد”، إن الملحن عبد الكريم فارح ولد في مدينة هوبيو الساحلية عام 1943، وكان معروفاً بين أهالي مدينته بعشقه الغناء والفن، وكان يؤدي الأغاني في المناسبات الاجتماعية منذ صغره.
 
ويضيف عمر أن عبد الكريم انتقل عام 1960 إلى العاصمة مقديشو، وأخذ تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارسها، وعمل بعد ذلك في راديو مقديشو الحكومي، كما عمل في وزارة التربية والتعليم، وشارك في مناسبات غنائية عام 1963، لكنه تحول بعد ذلك إلى مجال تلحين الأغاني الصومالية عام 1969، التي كانت تعيش في هذه الفترة في عصرها الأول.
 
ويقول عبد الكريم، في مقابلة سابقة مع إذاعة محلية، إن تحوله إلى التلحين، من الغناء، جاء نتيجة قناعة شخصية، وأن أداءه الصوتي في الغناء ليس جيداً، و”أن الشعب الصومالي لا يطيق سماع أغانيَّ، ففي إحدى المرات، حدث شجار بيني وبين حلاق كنت في محله، بعد أن استمع إلى إحدى أغانيَّ وكانت تذاع عبر الإذاعة الرسمية، وبدأ يكيل السب للمغني من دون أن يعرفني لا من قريب ولا من بعيد، وهو ما أغضبني، وقررت تطليق الغناء”.

ويضيف قائلاً: “فكرت لاحقاً أن انتقل إلى التلحين، وكانت هذه نقطة التحول من الطرب إلى صفوف الملحنين، لكنني أثبت جدارتي بهذا الفن بعد تجارب طويلة في مجالات مختلفة، مثل التمثيل والإخراج، وخضت ست سنوات في مجال التلحين حتى أصبحت متمكناً”.

ويعاني الفنانون والمغنون في الصومال ظروفاً معيشية صعبة بسبب عدم وجود رعاية من الحكومة الصومالية، على عكس ما كان الأمر سابقاً في ظل النظام العسكري قبل عام 1991؛ حيث كانوا يحظون بمكانة مرموقة ويتقاضون أجوراً ورواتب عالية.

كما كانوا يشكلون فرقاً غنائية عدة، كانت معظمها تتبع للمؤسسات العسكرية في البلاد، خاصة الشرطة والجيش.

لكن بعد سقوط الدولة العسكرية، تغيرت الأوضاع، وباتوا يواجهون قسوة الحياة كغيرهم من باقي فئات المجتمع، بينما فرَّ الكثير منهم إلى الخارج هرباً من الحروب الأهلية.

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.