حذر كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في الصومال من التوقعات المدمرة لملايين الصوماليين المتضررين من الجفاف، وسط تصاعد مخاطر المجاعة.

وكان منسق الشؤون الإنسانية في الصومال، آدم عبد المولى يرافق مبعوث الصومال المعني بالجفاف المعين حديثا من قبل رئيس البلاد، خلال زيارته الميدانية الأولى.

قال السيد آدم عبد المولى إن “الوضع مروع وكئيب للغاية: سوف يتأثر 7.1 مليون شخص بحالة الجفاف قبل نهاية هذا العام”.

وأوضح أن “حوالي 1.4 مليون طفل يواجهون سوء تغذية حاد هذا العام، ومن المرجح أن يصاب 330 ألفاً بسوء تغذية حاد”.

اعتبارا من أيار/مايو، وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، تأثر حوالي 6.1 مليون صومالي بحالة الطوارئ الناجمة عن الجفاف.

ومن هذا العدد، نزح 771،400 من منازلهم بحثا عن الماء والغذاء والمراعي؛ معظمهم من النساء والأطفال. ساءت التوقعات بسبب احتمالات احتجاب الأمطار للموسم الخامس على التوالي.

كان السيد عبد المولى يتحدث في مخيم “ADC” للمشردين داخليا في منطقة بيدوا بولاية جنوب غرب الصومال. وكان يرافق المبعوث الصومالي الخاص للاستجابة للجفاف، عبد الرحمن عبد الشكور، الذي عينه الرئيس الصومالي في أواخر أيار/ مايو، في زيارته إلى مخيم للنازحين داخليا.

لا توجد أمطار كافية:

وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه خلال الفترة من نيسان/أبريل إلى منتصف أيار/مايو من هذا العام، تم تسجيل أمطار خفيفة إلى معتدلة في أجزاء من جنوب ووسط وشمال غرب الصومال، وكانت هناك عواصف محلية وفيضانات مفاجئة في بعض المناطق.

لكن كمية الأمطار كانت أقل من المتوسط​​، وغير كافية للتخفيف من ظروف الجفاف الحالية.

ونتيجة لقلة الأمطار، يواجه الصومال رابع موسم عجاف على التوالي وخطرا متزايدا بحدوث مجاعة محلية في ست مناطق – بما في ذلك في ولاية جنوب غرب البلاد – خاصة إذا استمرت أسعار المواد الغذائية في الارتفاع ولم تستمر المساعدة الإنسانية للوصول إلى الأكثر ضعفا.

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يكون موسم الأمطار القادم أقل من المتوسط​​، مما يعني أن حالة الجفاف الطارئة ستزداد سوءا. في الوقت الذي تواجه فيه البلاد خطر المجاعة في تلك المناطق الست، تقوم الكيانات الإنسانية بتحويل مسار أنشطتها من الاستجابة للجفاف إلى الوقاية من المجاعة، وإعادة توجيه الاستجابات لاستهداف السكان الأكثر ضعفا ووضع خطة للوقاية من المجاعة.

بيدوا من بين الأشد تضررا:

تعتبر منطقة بيدوا بولاية جنوب غرب الصومال من أكثر مناطق الصومال تضررا من الجفاف الحالي.

منذ بداية العام، نزح 230 ألف شخص إلى ولاية جنوب غرب البلاد.

منطقة الخليج بها أكبر عدد من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد. هذا بالإضافة إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية، لا سيما في مخيمات النازحين في بيدوا. منذ شهر آذار/مارس، ارتفعت حالات الإصابة بالإسهال المائي الحاد، حيث بلغ المجموع التراكمي 2279 حالة، بما في ذلك 11 حالة وفاة، تم الإبلاغ عنها منذ كانون الثاني/يناير من هذا العام.

“أنا هنا لحشد أكبر قدر ممكن من الموارد وتنسيق جهود المساعدة الإنسانية”، قال السيد عبد الشكور في مخيم “ADC”، مضيفا أن بيدوا هي المكان الذي وصل إليه الأشخاص الأكثر تضررا مؤخرا – ما يقرب من نصفهم من النازحين بسبب الجفاف موجودون هنا في بيدوا. وندعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده ودعم الشعب الصومالي في هذا الوقت العصيب.”

وأشار السيد عبد المولى، الذي يشغل أيضا منصب نائب الممثل الخاص للأمم المتحدة في الصومال والمنسق المقيم للأمم المتحدة، إلى أن المنظمة العالمية وشركاءها لا يمكنهم فعل الكثير بدون مزيد من الموارد.

محدودية الأموال والاحتياجات المتزايدة:

ولا يزال تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للصومال لهذا العام، والتي تسعى للحصول على حوالي 1.5 مليار دولار لمساعدة 5.5 مليون صومالي من الأكثر ضعفاً، منخفضاً عند 15.7 في المائة حتى تاريخ من 20 أيار/مايو.

قال منسق الشؤون الإنسانية: “مع الموارد المحدودة التي لدينا، تمكنا فقط، بين شهري كانون الثاني/ يناير ونيسان/أبريل، من الوصول إلى 2.4 مليون من جميع المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية”.

يعتزم المبعوث الخاص ومنسق الشؤون الإنسانية إجراء المزيد من الزيارات الميدانية المشتركة في المستقبل القريب.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : الصومال اليوم

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.