اعتبر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان اليوم الجمعة، أن أزمة البلد الذي شهد انقلابًا عسكريًا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي “لم تنته” رغم التوقيع على الاتفاق السياسي بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
 
ويعيش السودان على وقع احتجاجات يومية رافضة ومنددة بالاتفاق السياسي وبالإجراءات المواكبة لانقلاب الجيش في 25 أكتوبر، والذي أطاح بمجلس السيادة والحكومة وعطل العمل ببعض بنود “الوثيقة الدستورية” المنظمة للمرحلة الانتقالية.
 
“انعدام الثقة” بين العسكر والمدنيين
وفي إفادته أمام مجلس الأمن الدولي بشأن تطورات الملف السوداني، حذر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة فولكر بيرتس من أن “الأزمة في السودان لم تنته بعد”، مؤكدًا في الوقت ذاته على أن الاتفاق بين البرهان وحمدوك “ليس مثاليًا وتعارضه فئات كبيرة من الشعب السوداني”.

وأوضح بيرتس أن “الانقلاب العسكري واعتقال رئيس الوزراء ومسؤولين بارزين وناشطين إلى جانب مصرع 34 شخصًا واعتقالات في صفوف المدنيين وإصابة المئات من المدنيين، أدى إلى تعميق انعدام الثقة بين المكونين العسكري والمدني في البلاد”.

وقال: “الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الجنرال البرهان ورئيس الوزراء في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ليس مثاليًا ولا ممتازًا، لكنه ساعد في تفادي مزيد من سفك الدماء”.

معارضة كبيرة للاتفاق السياسي

وأشار المسؤول الأممي إلى أن الاتفاق السياسي “يواجه معارضة فئة كبيرة من السودانيين بما في ذلك منظمات وأحزاب مختلفة وجماعات نسائية”.

ولفت إلى أن تلك المجموعات تعتبر “الانقلاب كان خيانة”، حيث ترفض التفاوض أو الشراكة مع الجيش.

وأكد بيرتس أن “الاستيلاء العسكري على السلطة عمق ضعف الثقة أيضًا ضمن المكون المدني وحتى الآن لم يؤد هذا الاتفاق إلى استعادة الثقة المفقودة بين السودانيين”.

تشديد أممي على أهمية الحوار

وشدد على “أهمية الحوار وأن الأمم المتحدة مستعدة لتيسير حوار جامع لمعالجة المسائل العالقة بشأن الفترة الانتقالية ومعالجة مسائل دستورية أخرى في إطار عملية وضع دستور”.

وقال: “يجب على القادة العسكريين والمدنيين في السودان اتخاذ تدابير لإعادة بناء الثقة والتزام واضح بالمسار نحو الديمقراطية”.

ولا تزال الاحتجاجات تتواصل في السودان رغم إعلان البرهان وحمدوك توقيع اتفاق جديد في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يقضي بعودة الأخير إلى منصبه بعد نحو شهر من عزله، وتشكيل حكومة كفاءات (بلا انتماءات حزبية).

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.