تستهدف المنطقة الصناعية المصرية بأقليم التيجراي في أثيوبيا، البت في قضية التحكيم الدولي المقامة ضد الحكومة الأثيوبية عقب إجازة عيد الفطر المبارك وذلك في ظل استمرار توقف العمل داخل المنطقة وتفاقم النزاعات العسكرية هناك والمستمرة منذ أكثر من عام .
 
قال علاء السقطى، نائب رئيس اتحاد المستثمرين، ورئيس المنطقة الصناعية المصرية بإقليم التيجراى بإثيوبيا في تصريحات خاصة، إنه تم رفض المقترحات الإثيوبية الأخيرة حول إمكانية تخفيض قيمة التعويض المطلوبة من الجانب المصري والوصول به لنحو مليون دولار فقط ، أو الحصول على مواقع بديلة لإقامة المشروعات الصناعية بدلاً من مواقع النزاع في إقليم التيجراي ، مشيراً إلى أن هناك إصرار لدى الشركات المصرية على  الحصول على 40 مليون دولار كتعويض مادي للخسائر التي تكبدتها الشركات كنتيجة لتوقف أعمال التشغيل هناك .

أضاف أن المحكمة الاقتصادية فى باريس هى المعنية بالقضية ولكن هناك بعض الاجراءات التى يتم اتخاذها، والتى تتضمن «إقرارا أنى مستثمر وأخضع لقانون الاستثمار» وهو الأمر الذي لم يتم إنكاره من الجانب الأثيوبي، مشيراً إلى أنه تم التعاقد مع مكتب محاماة فرنسي لتولي مسئولية مقاضاة الجانب الأثيوبي والذي يماطل في سداد قيمة التعويض.

وتبلغ الاستثمارات المصرية فى إثيوبيا 750 مليون دولار، بينما يصل حجم التبادل التجارى إلى 170 مليون دولار، وتتركز معظم الاستثمارات المصرية فى مصانع الكابلات الكهربائية والبنية التحتية والأخشاب والتغليف وغيرها.

ويعتبر إقليم تيجراى الشمالى هو الأغنى نسبيا بين الأقاليم الإثيوبية الأخرى رغم أنه يكاد يكون من أقلها سكانا حيث يمثل سكانه نحو 6% من إجمالى سكان إثيوبيا البالغ عددهم نحو 110 ملايين نسمة، وكان لهم دور فعال فى الحرب التى وقعت بين إثيوبيا وأريتريا فى الفترة ما بين 1998ــ2000، واستطاعوا طوال فترة العداء والقطيعة مع أريتريا والتى امتدت نحو 21 عاما، أن يحصنوا إقليم تيجراى بالقواعد العسكرية وجميع أنواع الأسلحة والمعدات وتدريب المقاتلين تحسبا لعودة الحرب من جديد مع أريتريا.
 
واتهمت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، مطلع إبريل الجاري قوات الأمن في إثيوبيا بارتكاب انتهاكات واسعة ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في إقليم تيجراي، حيث ذكرت المنظمتان في تقرير حديث أن السلطات في إثيوبيا فرضت قيودا مشددة على الوصول إلى منطقة تيجراي، وعلى التدقيق المستقل بما يجري هناك، مما جعل حملة التطهير العرقي مخفية إلى حد كبير.
 
وتابع التقرير “عمد المسؤولون المعينون حديثا في غرب تيجراي وقوات الأمن التابعة لإقليم أمهرة المجاور، بموافقة ضمنية ومشاركة محتملة من قوات الأمن الاتحادية الإثيوبية، إلى طرد مئات آلاف التيجرانيين المدنيين من ديارهم بشكل منهجي باستخدام التهديد، والقتل غير القانوني، والعنف الجنسي، والاحتجاز الجماعي التعسفي، والنهب، والنقل القسري، ومنع المساعدات الإنسانية”.
 
منظمة الصحة العالمية
فيما قام المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهنوم جيبريسوس،، بتسليط الضوء على الوضع الإنساني “الكارثي” في تيجراي بإثيوبيا، في الوقت الذي ينصب فيه اهتمام العالم على الحرب في أوكرانيا.
 
وحث جيبريسوس، الدول الأعضاء والمجموعات الإنسانية “عدم نسيان الأزمات الإنسانية الأخرى التي تحدث في جميع أنحاء العالم”، مشيرا إلى أنه “بسبب الصراع المستمر في إثيوبيا، مُنع ما يقرب من 6 ملايين شخص من قبيلة تيجراي من الوصول إلى الأموال والوقود والاتصالات، ولم يتم تسليم أي طعام إلى المنطقة منذ ديسمبر الماضي”.

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.