قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أمس السبت إن استقرار البلاد ووحدتها في خطر، ودعا إلى “التوافق على ميثاق سياسي” لحماية مستقبلها، في حين دعت قوى سياسية إلى مظاهرات حاشدة اليوم الأحد في عدة مناطق بالبلاد.

وأضاف حمدوك -في كلمة بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام الرئيس عمر البشير- أن السودان “يواجه اليوم تراجعا كبيرا في مسيرة ثورته”.

واعتبر حمدوك أن “هذا التراجع يهدد أمن البلاد ووحدتها واستقرارها وينذر ببداية الانزلاق نحو هاوية لا تبقي لنا وطنا ولا ثورة”، حسب تعبيره.

دعوة لميثاق سياسي

وأكد أن توقيعه الاتفاق السياسي مع المكون العسكري قبل أسابيع “لم يأت استجابة لتقديرات ذاتية غير ناضجة أو تحت ضغط من أحد، وإنما جاء عن قناعة تامة أن الاتفاق في حده الأدنى سيؤدي إلى حقن دماء شبان وشابات السودان”.

وجدد حمدوك دعوته لقوى الثورة كافة بضرورة التوافق على ميثاق سياسي يعالج نواقص الماضي وينجز ما تبقى من أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي. وأكد تمسكه بالعدالة والعهد بمحاسبة مرتكبي الجرائم والانتهاكات في حق السودانيين.

ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشهد السودان احتجاجات رفضا لإجراءات استثنائية اتخذها رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، تضمنت إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وعزل رئيس الحكومة عبد الله حمدوك، واعتقال قيادات حزبية ومسؤولين، ضمن إجراءات وصفتها قوى سياسية بأنها “انقلاب عسكري”.

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقع البرهان وحمدوك اتفاقا سياسيا يتضمن عودة الأخير لمنصبه، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتعهد الطرفان بالعمل سويا لاستكمال المسار الديمقراطي.

غير أن قوى سياسية ومدنية عبرت عن رفضها للاتفاق واعتبرته “محاولة لشرعنة الانقلاب”، متعهدة بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق الحكم المدني الكامل.

ووقعت نحو خمسين كتلة سياسية وتجمعا مدنيا في الخرطوم أمس على إعلان ميثاق سياسي داعم للاتفاق بين البرهان وحمدوك. وينادي الميثاق بالدولة المدنية والتحول الديمقراطي وخلق كتلة سياسية واجتماعية كبيرة لاستكمال الفترة الانتقالية.

وقال القيادي في تحالف “قوى الحرية والتغيير/ مجموعة الميثاق الوطني” مبارك أردول إنه لا بد من مراجعة الوثيقة الدستورية، مؤكدا رفض مجموعة الميثاق أي تمديد للفترة الانتقالية، وتمسكها بإجراء الانتخابات في موعدها.

إغلاق الجسور

ومن المنتظر أن تشهد مناطق مختلفة من البلاد اليوم الأحد مظاهرات للمطالبة بإنهاء سيطرة الجيش على السلطة وإقامة دولة مدنية.

وأعلنت السلطات السودانية إغلاق معظم جسور العاصمة الخرطوم اعتبارا من منتصف ليل السبت.

ونقل التلفزيون الرسمي عن لجنة أمن ولاية الخرطوم إعلانها إغلاق معظم الجسور بالولاية (عددها الإجمالي 10) اعتبارا من منتصف ليل السبت. واستثنى قرار الإغلاق جسري الحلفايا وسوبا في ضواحي المدينة، بحسب المصدر ذاته.

وكانت “لجان المقاومة” و”تجمع المهنيين” وقوى سياسية أخرى، دعت إلى مظاهرات حاشدة الأحد، بالخرطوم ومدن البلاد رفضا للاتفاق السياسي الموقع بين حمدوك والبرهان.

وجاءت الدعوة في ذكرى انطلاق ثورة 19 ديسمبر/كانون الأول 2018 حين اندلعت احتجاجات عمت المدن والأحياء في أرجاء السودان، حتى عزلت قيادة الجيش رئيس البلاد عمر البشير في 11 أبريل/ نيسان 2019.

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.