تعيش مئات الأسر في مخيمي الأمين ونمكولي غرب مدينة بيدوا، في ولاية جنوب غرب الصومال، أوضاعاً إنسانية مأساوية بعد توقف المساعدات النقدية التي كانت تقدمها منظمة “الرؤية العالمية” world vision ، والتي كانت تمثل شريان الحياة الوحيد لهؤلاء النازحين منذ سنوات.
من بين المتضررين، الأرملة الكفيفة قريشو عدن إسحاق، التي تعيل أربعة من أطفالها إلى جانب حفيدين من ابنتها المطلقة. وكانت تعتمد بشكل كلي على مبلغ 120 دولاراً شهرياً، خُصص جزء منه لشراء الغذاء والباقي لتغطية الاحتياجات الأساسية للأسرة. ومنذ توقف الدعم في فبراير الماضي، لم تعد قادرة على إطعام أسرتها سوى مرة واحدة في اليوم، معتمدة على تبرعات الأهالي.
تقول قريشو بصوت يملؤه الألم: كنا نعيش حياة كريمة، أطفالي كانوا يذهبون إلى المدارس، ولم نكن نشعر بالقلق تجاه لقمة العيش اليوم أشعر وكأنني واقفة تحت الشمس، بلا مأوى، أواجه حياة قاسية”.
مثلها مثل نحو 500 أسرة نزحت إلى المخيمين في 2022 بسبب الجفاف والصراعات المسلحة، بعد أن فقدت أراضيها ومساكنها في مناطق مثل دينسور وبوستي.
ويعاني عبد محمد حسن، وهو أب لتسعة أطفال، من ظروف مشابهة بعد قطع المساعدة ذاتها. إذ لم يعد قادراً على شراء الغذاء أو المياه، ويضطر للتسول في شوارع بيدوا لتأمين ما يسد رمق أسرته. ويقول: “أطفالي الخمسة توقفوا عن الدراسة بسبب عجزنا عن دفع الرسوم الشهرية. لم نعد نملك شيئاً”.
ويضيف: “نطبخ مرة واحدة في اليوم. لا مياه، لا طعام، ولا تعليم. الحياة أصبحت جحيماً”.
أما سعيد عثمان قابو، رب أسرة مكونة من 13 فرداً، فيؤكد أن توقف المساعدات غيّر مجرى حياتهم بالكامل. “كنا نعيش بسلام عندما كانت المساعدات تصلنا. لم نكن نفكر بالجوع أو التعليم. أما الآن، فلا نعرف كيف سنكمل يومنا”.
ويعزو وزير الإغاثة في ولاية جنوب غرب، عبد الناصر عبدي عرووش، الوضع الحالي إلى انتهاء الخطط المؤقتة للدعم الإنساني، قائلاً إن هذه المساعدات لم تكن مصممة لتكون حلاً دائماً، بل لتخفيف آثار الكوارث على النازحين.
ومع استمرار الأزمة، يطالب النازحون الجهات الإنسانية والدولية بإعادة النظر في وقف المساعدات، في وقت يهدد فيه الجوع والحرمان آلاف الأسر ممن لا يملكون أدنى مقومات البقاء.
تعليقات الفيسبوك