شهد البرلمان الفيدرالي الصومالي، يوم السبت، جلسة ساخنة بعد طرح مقترح يقضي باقتطاع 500 دولار شهريًا من رواتب النواب، بهدف دعم ميليشيا “معاوييسلي” العشائرية التي تقاتل حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة في إقليم هيران، وسط البلاد.
المقترح، الذي تقدمت به رئاسة البرلمان، يهدف إلى توفير تمويل مباشر لمقاتلي “معاوييسلي” الذين يخوضون معارك بالتعاون مع الجيش الوطني الصومالي ضمن العمليات العسكرية الأخيرة ضد التنظيم الإرهابي.
وخلال الجلسة، دافع رئيس مجلس الشعب، الشيخ آدم محمد نور “مدوبي”، عن المبادرة، مشددًا على أن دعم القوات التي تدافع عن وحدة البلاد وأمنها هو “واجب وطني” لا يمكن التراخي فيه، مشيرًا إلى أن المبالغ المقتطعة ستُخصص لتعزيز العمليات الجارية على الخطوط الأمامية.
لكن المقترح قوبل برفض من عدد من النواب، على رأسهم النائب عبد الرشيد جيلي، الذي تحدث باسم مجموعة من المعارضين، واصفًا الخطوة بأنها “غير عادلة ومتحيزة لمناطق بعينها”.
وقال جيلي: “لا يمكن أن ندعم ميليشيا محددة ونتجاهل باقي الجبهات هناك قوات في بونتلاند تقاتل تنظيم داعش، ومناطق في الجنوب الغربي تعاني من غياب الدعم. المطلوب هو استراتيجية وطنية شاملة، لا سياسة انتقائية تكرس الانقسام”.
ورأى المعارضون أن تمرير هذا المقترح قد يُشكل سابقة خطيرة في تمويل الميليشيات المحلية، ويزيد من شعور التهميش لدى الأقاليم التي تشكو من ضعف دعم الحكومة الفيدرالية.
وعقب نقاشات محتدمة، فشل البرلمان في تمرير المقترح، ما أبقى القضية مفتوحة في ظل تصاعد التوترات بشأن السياسات الأمنية غير المتوازنة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه قوات “معاوييسلي” إحراز تقدم ميداني في إقليم هيران، وسط مطالبات شعبية وسياسية بتوفير دعم فدرالي أكبر لتعزيز هذه النجاحات.
تعليقات الفيسبوك