اتهمت بوروندي الصومال بالخيانة والجحود بعد استبعادها من قائمة الدول المسموح لها بالمشاركة بقوات في المهمة الجديدة للاتحاد الأفريقي لاستعادة السلام في الصومال، والمعروفة باسم “أوسوم” (AUSSOM). جاء هذا القرار مع انتهاء تفويض بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS) في نهاية ديسمبر.
وصرّح مسؤول بوروندي رفيع المستوى، في حديث لوسائل الإعلام الأوغندية، بأن الصومال تصرف بشكل مخادع في الحد من مشاركة بوروندي.
وقال المسؤول: “لقد شهدنا خيانة وجحوداً من الصومال رغم التضحيات الهائلة التي قدمناها في محاربة حركة الشباب.” وأضاف أن قرار الصومال طلب عدد أقل من القوات يُعتبر تهديداً لفعالية القوات البوروندية العملياتية.
طلبت بوروندي نشر 2000 جندي ضمن بعثة “أوسوم”، لكن الصومال خصصت لها فقط 1041 جندياً، مما أدى إلى انسحابها من المهمة. وأكد وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور، في رسالة بتاريخ 26 ديسمبر، “عدم مشاركة” القوات المسلحة الوطنية البوروندية (BNDF) بسبب عدم التوصل إلى توافق بشأن أعداد القوات.
كانت بوروندي لاعباً بارزاً في القوات الموجودة في الصومال منذ عام 2007، حيث نشرت آلاف الجنود ضمن بعثتي “أميصوم” (AMISOM) و”أتميس” (ATMIS). وفي ذروتها، ساهمت بوروندي بـ5432 جندياً، مما جعلها ثاني أكبر مساهم بالقوات في المهمة. ولعبت القوات البوروندية دوراً محورياً في سيطرة مناطق رئيسية في مقديشو، بما في ذلك مقر وزارة الدفاع، من حركة الشباب.
رغم هذه الإنجازات، توترت العلاقات بين البلدين بسبب ما وصفه دبلوماسيون بورونديون بأنه “عدم احترام” من الصومال في مناقشات تخصيص القوات. وفي حديثه لوسائل الإعلام، انتقد دبلوماسي بوروندي آخر نهج الصومال قائلاً: “لا يمكن للكلمات أن تصف مدى استياء البورونديين تجاه الصوماليين. أحسنتم! نحن نستحق اعتذاراً.”
أطّرت الصومال الانتقال إلى بعثة “أوسوم” كخطوة نحو سيادة أكبر. وستبدأ المهمة الجديدة في يناير 2025 بهيكلية أقل حجماً، حيث سيتم نشر 12,626 فرداً، بينهم 1040 شرطياً. كما أبرمت الصومال اتفاقيات ثنائية لنشر 11,000 جندي، بهدف سد الفجوات الأمنية المحتملة الناتجة عن تقليص القوات الدولية.
أكد نائب مندوب الصومال لدى الأمم المتحدة، محمد يوسف، أهمية هذه الاتفاقيات، مشيراً إلى أنها ضرورية للحفاظ على التقدم المحرز ضد حركة الشباب. كما أعرب وزير الخارجية الصومالي، أحمد معلم فقي، عن امتنانه لمساهمات بوروندي، واصفاً إرثها بأنه “محفور في تاريخ الصومال.”
يأتي انسحاب بوروندي من بعثة “أوسوم” وسط توترات إقليمية أوسع. ولا تزال مشاركة إثيوبيا في المهمة غير مؤكدة بسبب نزاعات حدودية واتهامات بتهريب الأسلحة. وقد اقترح مسؤولون صوماليون أن يتم استبعاد القوات الإثيوبية من “أوسوم”، مع إمكانية أن تحل محلها دول أخرى مثل مصر.
تعليقات الفيسبوك