قبل خمسة أعوام ، ارتكبت مليشيات الشباب الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة بأكبر مجزرة ضد الأبرياء من أبناء البلاد، حيث فجرت شاحنة كبيرة في منطقة ” زوبي ” بالعاصمة مقديشو، وراح ضحيتها مئات من المواطنين، بالإضافة إلى هدم مبان سكنية وتجارية جراء التفجير الدامي.

وتسبب الانفجار- الذي وقع في الساعة الثالثة والنصف مساء بالتوقيت المحلي –  خسائر بشرية، ومادية حيث صنف أنه كان أقوي انفجار في الصومال حتى سمي ذلك اليوم ” السبت الأسود”.

وأعلنت الحكومة الفيدرالية الصومالية حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا تفجير منطقة ” زوبي ”، وبعثت  برقية عزاء في وفاة المواطنين، والشفاء العاجل للمصابين.

وقال فخامة  الرئيس السابق محمد عبد الله فرماجو : ” إنه هجوم رهيب شنه عناصر من مليشيات الشباب الإرهابية على مدنيين أبرياء.”.

وتفقد  فرماجو وقتذاك ، المستشفيات التي استقبلت جرحى تفجير منطقة ” زوبي ”،  وتبرع بالدم لضحايا التفجير، داعيا إلى المواطنين بالعاصمة مقديشو، التبرع بالدم، ومساعدة المتضررين.

وقام الشعب بدوره – في الداخل والخارج- بتضافر الجهود من أجل إغاثة المنكوبين، حيث بدأ الشبان في العاصمة جهودا في التوعية التبرع بالدم، والمساهمة في نجدة منكوبي التفجير .

خسائر بشرية

وبعد إسبوع ، أعلنت الجهات المعنية عن الخسائر البشرية التى تسبب  التفجير الإرهابي ، حيث عدد القتلى يصل إلى 500 شخصا، وعدد الجرحى 228، بينما فقد 56 آخرون جراء التفجير الإرهابي الذي نفذته مليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة”.

وأضافت المعلومات من الحكومة أن 122 مصابا تم نقلهم إلى كل من جمهورية تركيا الصديقة، والسودان الشقيقة، وكينيا المجاورة، لتلقي العلاج اللازم.

خسائر المادية

عملت شبكة “غوب جوغ” المحلية  إحصائية استغرقت ثلاثة أيام حول الخسائر المالية التى تسبب الانفجار، وعملت الشبكة مقابلة 80% من التجار.

وذكرت الشبكة أن انفجار 14 أكتوبر تسبب  خسائر مالية لعدة أماكن تجارية، من بينها المطاعم، والفنادق، والمكاتب، ومحطات الوقود، حيث قدرت الخسائر المالية بـــ6,3 مليون دولار. وربما الخسائر أكثر من ذلك.

الحكم على المتهمين بتفجير زوبي

أصدرت محكمة القوات المسلحة 6 فبراير 2018 أحكاما ضد متهمين بتفجير زوبي، حيث قضت المحكمة حكما بالإعدام شنقا على “حسن آدم اسحاق”، وحكمت على “عبدالله إبراهيم حسن أبسغي” بالسجن المؤبد، وثلاثة سنوات لعبد الولي أحمد ، بينما أطلقت المحكمة سراح كل من مختار محمود حسن روبلي، وعبدله عبدى ورسمي على.

وبعد ذاك الانفجار الإرهابي، عززت الأجهزة الأمنية والشعب التعاون الوثيق، ،وزاد كره المجتمع إلى مليشيات الشباب الإرهابية،  كما شنت القوات المسلحة عمليات أمنية على تصفية قيادين بارزين  من فلول الشباب، حيث استسلم كثير من عناصر العدو إلى الدولة الفيدرالية.

ويرى خبراء الأمن أن فترة مليشيات الشباب على وشك الانتهاء، وذلك  بعد زيادة عمليات الحكومة الفيدرالية والأمريكية، وظهور مقاومة شعبية ضد الشباب من الأماكن التى تتواجد فيها فلول الإرهابيين.

وتتزامن الذكرى السنوية الخامسة حول تفجير زوبي الدامي  هذا العام،  انطلاقة الانتفاضة الشعبية ضد الإرهاب حيث قرر الشعب الدفاع عن حقوقه المشروعة، والخوض في القتال بجانب القوات المسلحة التي تعزز عملياتها العسكرية من أجل تصفية فلول مليشيات الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في جنوب ووسط البلاد.

سونا

 

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.