هاجم وزراء خارجية عرب، الخميس 8 سبتمبر/أيلول، إيران، ودعوا طهران للتوقف عن التدخل في الشؤون العربية، وذلك خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في القاهرة.
ويأتي هذا الهجوم على الجمهورية الإسلامية على خلفية تصريحات الزعيم الإيراني، علي خامنئي، التي اتهم فيها السعودية بمنع حجاج بلاده من أداء فريضة الحج ودعا إلى تدويل مناسكه.
وأكد المندوب الدائم للسعودية لدى جامعة الدول العربية، أحمد القطان، الذي يمثل في هذه الدورة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في الدورة الـ146 أن “المملكة ستبقى الوحيدة المختصة بتنظيم الحج، دون أي تدخلات خارجية”، واصفا تصريحات علي خامنئي بـ”البذيئة والمسيئة”.
وقال القطان: “نشكر كل الإدانات التي خرجت للتصريحات البذيئة والمسيئة التي صدرت ممن يسمى علي خامنئي، وقافلة المملكة ستسير للأمام ولن تلتفت للوراء… وكانت من الممكن أن ترد الصاع صاعين ولكن تعاليم ديننا الحنيف تمنعنا من ذلك”.
بدوره، طالب وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، إيران، بـ”الوقف الفوري لتدخلاتها في الشؤون العربية”، وآخرها “محاولة تسييس فريضة الحج في السعودية”.
وقال خالد آل خليفة، إن دول الخليج تتطلع إلى إقامة “علاقة حسن جوار مع إيران”.
من جانب آخر، وجه رئيس البرلمان العربي، أحمد الجروان انتقادات عنيفة لسياسة طهران في المنطقة.
وقال الجروان، في تصريحات صحفية، إن “السعودية قدمت كثير من الدعوات لإيران في ضوء ما تمر به الأمة الإسلامية والعالم، إلا أن طهران أبت إلا أن تمضي في مشروعها الطائفي البغيض”.
وأضاف الجروان: “ما ورد في بيان المرشد الأعلى الإيراني بشأن الحج، ما هو إلا محاولة لإثارة الفتنة بين الشعوب الإسلامية، بهدف إضعافها وتدميرها، وذلك بعد استنزاف كافة الطرق للنيل من السعودية التي قررت صد المشروع الإيراني المدمر في المنطقة”.
وكان المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قد انتقد، الاثنين الماضي، السعودية، على خلفية “عدم السماح للحجاج الإيرانيين” بممارسة ما يسمى مراسم “البراءة من المشركين”، قائلا: “یخفون عداءهم وحقدهم للشعب الإيراني وراء عنوان تسییس الحج”. كما أشار خامنئي إلى أن “الحج هو موطن البراءة من المشرکین”.
وبعد ساعات من تلك التصريحات، جدد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد، وزير الداخلية السعودي، اتهام بلاده لطهران بالمسؤولية عن منع حجاجها من أداء الفريضة هذا العام، متهما إياها بالسعي “لتسييس الحج، وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام، وتخل بأمن الحج والحجيج”.
وقال ولي العهد السعودي إن “المملكة لا تسمح بأي حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غير إيران”، محذرا من أن “التعامل مع من يخالف مقاصد الحج ويمس بأمن الحجيج سيكون حازما وحاسما”.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران أزمة حادة، عقب إعلان الرياض، في 3 يناير/كانون الثاني الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجا على إعدام رجل الدين السعودي نمر باقر النمر مع 46 مدانا بالانتماء لـ”تنظيمات إرهابية”.
المصدر: وكالات
تعليقات الفيسبوك