أعرب الرئيس السابق لجمهورية الصومال محمد عبد الله فرماجو، عن عميق حزنه وتعازيه لأسر عشرين مهاجراً صومالياً لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط في رحلة محفوفة بالمخاطر نحو جزيرة بالما الإسبانية.

وفي بيان رسمي صدر الجمعة، وصف فرماجو الحادث بأنه “مأساة وطنية” تجسد الواقع المرير للهجرة غير النظامية، محذراً من استمرار فقدان الشباب الصومالي في رحلات الهروب من الفقر واليأس.

وقال فرماجو: “إن هذه الحادثة المؤلمة تُظهر الخطر الحقيقي للهجرة، التي أزهقت أرواح شباب كانوا يمثلون أمل الأمة، وكان يُعوّل عليهم في إعادة بناء الدولة وخدمة الوطن.”

ودعا فرماجو الحكومة الفيدرالية والسلطات الإقليمية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من ظاهرة الهجرة، مشيراً إلى أن الدوافع الرئيسية خلفها تتمثل في الإحباط، البطالة، وانعدام الاستقرار السياسي.

كما شدد على ضرورة تبنّي إصلاحات شاملة تستهدف تمكين الشباب وتوفير البدائل الكريمة داخل الوطن، محذراً من أن “السياسات الفاشلة والممارسات الخاطئة كالمحسوبية والفساد وانعدام الأمن، هي التي تدفع الشباب إلى ركوب المخاطر والموت في البحار.”


وأشارت التقارير إلى أن الضحايا، معظمهم من فئة الشباب، لقوا حتفهم نتيجة الجفاف والجوع والتعرض للعوامل الجوية، بعد أن تعطّل قاربهم الصغير والمكتظ في عرض البحر لعدة أيام. وكان المهاجرون قد انطلقوا من سواحل شمال إفريقيا على أمل بلوغ أوروبا.

وتمكنت سفينة تجارية مارة من إنقاذ اثنين فقط من الركاب، وهما قاصران دون الثامنة عشرة، وقد تم نقلهما لتلقي الرعاية الطبية والنفسية في جزيرة بالما.

في السياق ذاته، أعلنت السلطات الإسبانية فتح تحقيق رسمي لتحديد هوية الضحايا والكشف عن ملابسات الرحلة، فيما جدّدت منظمات دولية، بينها المنظمة الدولية للهجرة، دعوتها إلى إيجاد حلول بديلة وآمنة للهجرة، محذّرة من أن البحر الأبيض المتوسط لا يزال يُعد من أخطر طرق الهجرة في العالم.

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.