أعادت الحكومة الصومالية يوم الاثنين 145 من مواطنيها الذين كانوا محتجزين في ليبيا لمدة تقارب العام، في أحدث جهد منسق بين الحكومة الصومالية والشركاء الدوليين لإنقاذ المهاجرين العالقين في شبكات الاتجار الخطيرة في شمال إفريقيا.

وصل العائدون، ومعظمهم من الشباب، إلى مطار آدم عدي الدولي في مقديشو، حيث استقبلهم مسؤولون من الحكومة الصومالية وممثلون عن المنظمات الإنسانية الدولية.

وأكدت السلطات أن الأفراد كانوا محتجزين في مراكز اعتقال ليبية في ظروف قاسية، شملت التعذيب، ونقص الغذاء، وغياب الرعاية الطبية المناسبة.

وقد وقع العديد منهم في أيدي مهربي البشر المعروفين باسم “ماغافي”، الذين يشتهرون بابتزاز المهاجرين وإخضاعهم للعنف أثناء مطالبة عائلاتهم بدفع فدية.

وقال أحد العائدين للصحفيين: “قررت العودة بعد أن شهدت وفاة العديد من أصدقائي في السجن. لقد عانينا كثيرًا، لكنني ممتن لعودتي إلى الوطن”.

من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الفيدرالية الصومالية ، إسحاق محمود مرسل، الذي استقبل المجموعة في المطار، التزام الحكومة بإعادة المواطنين الصوماليين العالقين في طرق الهجرة الخطرة. وقال مرسل: “نحن مستعدون لمساعدة أي مواطن يواجه صعوبات في الخارج، كما نعمل على زيادة الوعي لمنع الشباب من الوقوع في أيدي المهربين.

مضيفاً الا ان حكومة الصومال تعمل على إعادة الصوماليين العالقين في أوضاع صعبة بسبب الهجرة غير الشرعية. كما نعزز الوعي العام لمنع الآخرين من اتخاذ هذه الطرق الخطرة التي تعرض حياتهم وممتلكاتهم للخطر”.

وكان معظم المهاجرين قد غادروا الصومال هربًا من الفقر وانعدام الأمن، على أمل الوصول إلى أوروبا عبر الطريق الشمالي للبحر الأبيض المتوسط، لكن ليبيا التي تمزقها الحرب الأهلية منذ سقوط معمر القذافي في عام 2011، أصبحت نقطة اختناق مميتة للمهاجرين وتحولت البلاد إلى مركز للاتجار بالبشر، حيث يعمل المهربون دون رادع ويستهدفون المهاجرين من منطقة القرن الإفريقي.

وبدعم من الاتحاد الأوروبي، والمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة (IOM)، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، تكثف الصومال جهودها لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية، بما في ذلك الفقر والبطالة. ومنذ أواخر عام 2023، أعادت الصومال أكثر من 800 مواطن من ليبيا، حيث يتم تنظيم رحلات جوية شهرية في إطار برنامج حماية المهاجرين، والعودة، وإعادة الإدماج الممول من الاتحاد الأوروبي لدول إفريقيا جنوب الصحراء.

ويحصل العائدون إلى الصومال في إطار برنامج العودة الإنسانية الطوعية على مساعدة فورية، تشمل فحوصات طبية، ومأوى مؤقت، ودعمًا ماليًا متواضعًا لإعادة بناء حياتهم. وتقول السلطات إن إعادة الاندماج لا تزال تشكل تحديًا، لكن الجهود مستمرة لتوسيع برامج التدريب المهني والخدمات النفسية والاجتماعية.