تمهيد:
تقع مدينة أفجوي بمحافظة شبيلى السفلى على بعد 30 كم جنوب العاصمة الصومالية مقديشو، وهي مدينة استرتيجية ذات أهمية اقتصادية بكونها مدينة زراعية تتمتع بأراض خصبة ومناظرجميلة ورائعة، توجد فيها مزارع وبساتين فيحاء للخضروات والفواكه تستمد المياه من نهر شبيلى الذي يمر في وسط المدينة، كما هي مدينة ذات استرتيجة عسكرية بكونها على الممرالجنوبي للعاصمة الصومالية مقديشو، والتي من يسيطرعليها يقدر بدون عناء كبير مراقبة أوضاع العاصمة الصومالية، وما يدور فيها وتحركات الخارج منها والداخل فيها عن كثب.
ويعتمد سكان مدينة أفجوي على تربية المواشي والمحصول الزراعي وما يجدونه من عائدات الليمون التي يتم تجفيفها على صعيد المدينة لتصديرها إلى الخارج لأغراض تجارية.
أسباب مهاجمة حركة الشباب لمدينة أفجوي:
تشن حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة هجمات متكررة على مدينة أفجوي- المتاخمة للعاصمة الصومالية، وفيها كتائب من القوات الصومالية المزودة بالعربات المدرعة ومختلف أنواع الأسلحة، وعناصر من قوات الاتحاد الإفريقي ذات الأسلحة النوعية والكفاءات العالية، حسب تعليقات قادتهم- لأسباب عديدة منها:
- إبرازالحركة وجودها ومدى قدراتها العسكرية التي اعتقد الكثيرمن الشعب الصومالي أنها تقلصت وتلاشت بعد انسحابها من العاصمة الصومالية مقديشو، ومعظم المناطق التي كانت في قبضة مسلحيها قبل نزع قوات الحكومة الصومالية الفيدرالية من أيدي مقاتليها مدعومة بقوات جرارة من بعثة الإتحاد الإفريقي في الصومالي.
- إضعاف الحركة بمعنويات القوات الصومالية المسلحة، وإنهاك قدراتهم بهجمات مسلحيها المتكررة على القواعد العسكرية في المدينة ومحيطها، ومصادرة معداتهم الحربية وعرباتهم المدرعة، كلما تشن عليهم هجوما مدروسا، كما حدث في قاعدة (لانت بورو) الواقعة بضاحية مدينة أفجوي والتي استولت عليها حركة الشباب سابقا.
- تأكد قادة الحركة بأنه ليس هناك تعاون عسكري تام بين القوات الصومالية المسلحة وبين القوات الإفريقية المتواجدة في مدينة أفجوي، لغاية أن أحدهما لا يتحرك نحوالآخرالمستهدف على قاعدته العسكرية للنصرة إلا بعد انتهاء المواجهات.
- دراية القادة الميدانيين للحركة بأن الجيش الصومالي لايحظى بمعلمومات استخباراتية دقيقة، تجعله قادرا باتخاذ تدابير ملائمة للحيلولة دون وقوع هجمات حركة الشباب المباغتة على ساحة أفجوي.
- عدم وجود علاقات عمل بين إدارة مدنية أفجوي بمحافظة شبيلى السفلى وقادة القوات المسلحة المتمركزة فيها لاستقرار الأمن ولمحاربة الجماعات المرتبطة بالتنظيم الدولي للقاعدة.
- الوجود الكثيف لمقاتلي حركة الشباب في المناطق الزراعية المحيطة بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم هو أيضا مما يؤدي إلى سهولة التحرك العسكري لعناصرالحركة وهجومهم الخاطف على قواعد خصومهم بمديرية أفجوي.
ويرى النائب محمد عمر طلحة من ممثلي سكان محافظة شبيلى السفلى في البرلمان الفيدرالي بأن الحكومة الصومالية أهملت مسؤوليتها تجاه سكان مدينة أفجوي من محافظة شبيلى السفلى بإرسالها إليهم وحدات من الجنود الصومالية المدربة لمحاربة مقاتلي حركة الشباب فقط بدون خليات من المخابرات والتي تقيم علاقات حسنة مع الشعب، للحصول منهم على معلومات حول عناصر الحركة وأماكن اختفائهم التي يحيكون منها العمليات النوعية، وبدون شرطة وفرق للمباحث الجنائية، علما بأن هذا شبه مفقود في معظم المدن التي تديرها الحكومة الصومالية وليست أفجوي فقط.
ويعتقد على نوري محمد النائب لمسؤول أمن محافظة شبيلى السفلى بأن هناك أخطاء عسكرية ترتكبها قوات البعثة الإفريقية في الصومال والقوات الصومالية المسلحة معا، والتي تساهم في تزايد الهجمات الهادفة التي تشهدها المدينة في الآونة الأخيرة.
وأعلن نوري بأن هجوم حركة الشباب على مدينة أفجوي، جاء بعد انسحاب كل من القوات الإفريقية لحفظ السلام، والقوات الصومالية المسلحة من قواعد عسكرية لهم في قرية مريري القريبة من المدينة بدون دافع معلوم. وأشارنوري بأن إخلاء الحصون الأمامية للمدينة يؤدي إلى أن تكون المدينة مسرحا للعمليات العسكرية التي تمارسها حركة الشباب المناهضة لسياسة الحكومة الفيدرالية ووجود القوات الأجنبية في الصومال.
ويرى كثير من المحللين السياسين قيام حركة الشباب بهذه العمليات العسكرية في مدينة أفجوي المطلة على العاصمة الصومالية مقديشو في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد بأنها تعني برسالة تهديد لأمن العاصمة الصومالية والتي تشهد في الآونة الأخيرة ممارسات حثيثة وأنشطة واسعة تسعى لإجراء انتخابات رئاسية في شهر فبراير شباط المقبل.
هذا ويرى المحللون السياسيون بأنه من الضروري اتخاذ تدابير أمنية وقائية للحيلولة دون الرسائل التهديدية التي ترسلها حركة الشباب من خلال توغلها وهجماتها المستمرة على منطقة أفجوي جنوب العاصمة الصومالية مقديشو.
بقلم/ محمد محمود
كاتب صحفي
تواصل معنا عبر هذا الإيميل
: Somaliatoday2006@hotmail.com
تعليقات الفيسبوك