في إطار التشاور المتواصل والتنسيق المستمر، وتعزيزا لروابط الأخوة والتعاون بين البلدين الشقيقين، يصل فخامة الرئيس محمد عبدالله فرماجو رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة يوم غد السبت في زيارة عمل للبلاد.
وسيستقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أخاه فخامة الرئيس الصومالي بعد غد الأحد بالديوان الأميري، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، إضافة لعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتندرج زيارة فخامة الرئيس الصومالي للدوحة في إطار الزيارات المتتالية التي يقوم بها كبار المسؤولين بجمهورية الصومال للبلاد، كما تعكس المحادثات المستمرة بين المسؤولين في البلدين الشقيقين الرغبة في مزيد توطيد الروابط الأخوية بينهما، لا سيما أن لدى الجانبين رغبة صادقة وحرص شديد على تنميتها في كافة المجالات.
وفي هذا السياق، استقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بالديوان الأميري، خلال شهر نوفمبر الماضي، أخاه فخامة الرئيس الصومالي، حيث جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية وأوجه تنميتها وتعزيزها بمختلف مجالات التعاون بين البلدين، خصوصا فرص الاستفادة من الأيدي العاملة الصومالية في كأس العالم FIFA قطر 2022.
كما بحث سموه وفخامة الرئيس الصومالي مستجدات الأوضاع بالصومال، وفي هذا الصدد أعرب فخامته عن شكره وتقديره لسمو الأمير المفدى على جهود دولة قطر ودعمها الدائم للشعب الصومالي الشقيق، لاسيما بمكافحة أضرار الجفاف وآثاره، علاوة على المشاريع التنموية المختلفة في الصومال، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي الخامس من أكتوبر الماضي، استقبل حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، بمكتبه في الديوان الأميري، دولة السيد محمد حسين روبلي رئيس وزراء جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة والوفد المرافق، وجرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية وأوجه تنميتها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة مستجدات الأوضاع في الصومال. وفي هذا الصدد شكر دولة رئيس الوزراء الصومالي سمو الأمير المفدى على جهود دولة قطر ودعمها الدائم للشعب الصومالي. كما تم مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وفي إطار متابعتها للشأن الصومالي، رحبت دولة قطر، خلال شهر مايو من العام الماضي، بإعلان جمهورية الصومال الفيدرالية وجمهورية كينيا استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما، وأعربت عن الأمل بأن تعود هذه الخطوة بالخير والازدهار على شعبي الجمهوريتين الصديقتين. وأكدت دولة قطر بهذه المناسبة أنها لن تألو جهدا لتحقيق السلام والاستقرار وبناء الجسور عن طريق الوساطة وتفعيل القنوات الدبلوماسية وتقريب وجهات النظر، مما يعزز السلم والاستقرار الدوليين.
كما رحب سعادة السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بالدور الذي قامت به دولة قطر في الوساطة لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الصومال وكينيا، وذلك عقب الإعلانات التي صدرت بهذا الشأن عن البلدين.
وقد شهدت العلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقية محطات بارزة متميزة، أسهمت بترسيخ مسيرة التعاون والسعي لتحقيق مصالح البلدين، وازدادت العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين تمسكا ورسوخا في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
وتربط قطر بالصومال علاقات تاريخية متينة تعتبر مثالاً للروابط القوية المتأصلة في وجدان البلدين وتاريخهما المشترك. وتقوم هذه العلاقات على الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك والتنسيق بالمحافل الإقليمية والدولية، وتستند على جملة من الروابط والأسس والمصالح والتطلعات والأهداف المشتركة، تنظمها مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.
وتلعب دولة قطر دورا مهما بتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية التنموية، وإعادة البناء والتأهيل في الصومال، مثل بناء الطرق التي تمتد لعشرات الكيلومترات وتربط العاصمة مقديشو بمدن عدة بالبلاد، وغير ذلك من مشاريع البنية التحتية الحيوية، كما تدعم القدرات الأمنية وبرامج التمكين الاقتصادي، وخلق الوظائف للشباب بالصومال، كما دعمت الصندوق الاستئماني من أجل السلام والمصالحة، ونفذت وتنفذ العديد من المشاريع التنموية والمستدامة التي تشمل بناء مدارس ومستشفيات وعيادات وبيوتاً للفقراء ومشاريع مدرة للدخل، وذلك من أجل تعزيز الاستقرار والأمن والسلام بالصومال.
كما تحرص دولة قطر دوما، وخلال جميع المناسبات ذات الصلة، على التأكيد بأنها ستظل داعماً أساسياً للصومال وشعبه الشقيق، لتحقيق آماله وتطلعاته لبناء دولته، وضمان مستقبل مزدهر لأجياله القادمة.
وتعد دولة قطر من أكبر الداعمين للصومال الشقيق في مجالات متنوعة، لاسيما التعليم وبناء الإنسان الصومالي القادر على المساهمة في بناء بلاده وتطويرها، حيث تعتبر الدوحة من أكبر المساهمين في خلق مشاريع تنموية في مختلف الأقاليم والمحافظات الصومالية. وفي هذا السياق، وقع صندوق قطر للتنمية مؤخرا مذكرة تفاهم مع وزارة التربية والثقافة والتعليم العالي الصومالية لدعم مشروع مؤسسة التعليم فوق الجميع لتوفير التعليم الابتدائي النوعي لـ 57 ألفًا و600 طفل صومالي. وتهدف مذكرة التفاهم إلى تعزيز حماية الأطفال الذين يعانون من تجاوزات بالسن بالصومال ليتمكنوا من الحصول على التعليم الأساسي البديل.
بدورها، تسعى جمهورية الصومال إلى جذب المستثمرين القطريين لإقامة مشروعات يمكن لها أن تدعم التنمية في البلاد، وأن تخلق فرص عمل لشبابه وأبنائه، وهنالك قطاعات عديدة يمكن الاستثمار فيها، خصوصاً المشروعات الزراعية والثروتين الحيوانية والسمكية، خاصة وأن لدى الصومال سواحل تمتد لأكثر من 3700 كيلومتر، ما يجعلها من أصحاب أطول السواحل في العالم.
ويحرص كبار المسؤولين الصوماليين، خلال زياراتهم التي لا تنقطع للدوحة، على مناقشة العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها من جانب القطاعين العام والخاص، ودعم التبادل التجاري وتحفيز الاستثمارات.
وينظر الصومال بتقدير كبير لما يلقاه من دعم أخوي من دولة قطر، ووقوفها معه على مر السنوات الماضية حتى بلغ مرحلة التعافي من مرحلة الحرب وعدم الاستقرار.. وحتى الآن، هناك شواهد عدة وبرامج حقيقية تجسد معاني الأخوة القطرية الصومالية الحقة، وتبرهن على الدعم السخي والمتواصل والالتزام الثابت والحرص المطلق من دولة قطر على ازدهار الصومال وأمنه واستقراره.
تعليقات الفيسبوك