كانت مهمّتهم وجلّ همّمهم دعوة الناس إلى الله عبر المنابر,وإلقاء المحاضرات والدروس العلمية في الحلقات,وربما يثلّثهم عقد ندوات ودورات علمية.
هذا ما عرفنا عليهم وذلك ما عوّدونا عليه, لكن الآن تغير القصد ولم يتغير المقصود وتغيّر الفهم ولم يتغير المفهوم فغيّروا النمط مع نفس الغرض, فبدءوا يحولون ما كانوا يدعون إليه إلى برامج عمل يجعلهم هم المنفذين فيه, وأخذوا يذهبون ما كان عندهم من نظريات إلى أرض الواقع ليجسّدوا معانيها الحقيقية.
في اليوم14 من شهر يناير في هذا العام وصلت كيسمايو طائرة تقل عددا من العلماء المعروفين بالعلم والعمل, يرأسهم رئيس هيئة العلماء في الصومال الشيخ بشير أحمد صلاد ومعه الداعية أحمد عبد الصمد وعدد آخر ممن عرفوا بالعلم والفضل.
وفي اليوم الثاني هبطت في مطار كيسمايو الدولي طائرة أخرى تحمل في متنها مشائخ أُخَر, وعلى رأسهم الشيخ محمد عبد أمل.
وبعد إستقبالهم بمراسم رسمية من قبل جميع أنحاء المجتمع بما فيه القطاع الخاص بدءوا يشرعون جدولهم العملي.
فكانت بداية مشروعهم ندوة أسموها “(إنما المؤمنون إخوة)” والتي عقدت في مسجد جامع القديم واستغرقت لمدة ثلاثة أيام.
قكانت رسالتها تدور حول (نبذ العنف والقبلية والتعصب والكراهية) بين أهل المنطقة، بيد أنهم عرفوا بمثل هذه الندوات, إلا أن هذه كانت توحي مصداقيتهم من خلال ملامح وجوههم.
وبعدها بدءوا يعملون لقاءات مع كافة قطاعات المجتمع, إبتداءً من شيوخ القبائل ومرورا بمنظمات المجتمع المدني من الشباب والمثقين رجالا ونساءً, بجانب برامج تلفزونية وإذاعات محلية, وزيارات مختلفة في المدارس النظامية,وإلقاء الخطب والمحاضرات في معظم مساجد المدينة.
فكل هذه الجهود كانت تحمل رؤية واحد ورسالة موحدة, وهي (نبذ هذه المتنّة) هذا السمّ الناقع وهذا الداء العضال وهذا الصنم الذي عبد من دون الله (القبلية), وإثبات الأخوّة الدينية والعرقية بين أبناء البلد, ورفع الظلم عن المظلومين والإضطهاد عن المضطهدين,وردّ المظالم إلى أهلها, والعمل في المحاظة على وحدة الصومال ارضا وشعبا, وان يساهم الشعب في الجهود المبذولة من أجل إعادة بناء الدولة الصومالية وان يبتعدو عن كل الوسائل المؤدية إلى تفرقة الشعب الصومالي وتمزيقه و..و..وما إلى ذالك.
هذا هو ما وجدنا عليهم, رغم ان البعض كانو يسيئون الظن بهذه المبادرات في المواقع إلا أننا شهدنا هذا في الواقع.
فعلى هذا كانت الأمور تسير على قدم وساق, حتى تم في الأخير تأسيس (مجلس إستئصال القبلية والإيخاء بين أبناء الأمة الصومالية) والذي عين له كرئيس الأستاذ عبد الرحمن يوسف رابي وستكون مهمته مواصلة الجهود التي أنشأها العلماء في إستئصال جذور هذا الجرثوم الذي إنتشر بين المجتمع.
بقلم/ عبد الرحمن عبد الرزاق مؤمن
كاتب وصحفي مقيم في كسمايو
تعليقات الفيسبوك