تستعد العاصمة الصومالية مقديشو لاستضافة مؤتمر رفيع المستوى يوم الأربعاء المقبل، يجمع أبرز الشخصيات السياسية المعارضة، لبحث العملية الانتخابية والأوضاع الأمنية في البلاد، في ظل تصاعد التوترات مع الحكومة الفيدرالية.

وأكدت مصادر من داخل المعارضة لوسائل الإعلام المحلية أن المؤتمر يهدف إلى مناقشة مستقبل البلاد، مع التركيز على آليات الانتخابات، وسط اتهامات متزايدة للحكومة بانتهاج سياسة أحادية الجانب في إدارة العملية السياسية.

ويُرتقب أن يشارك في المؤتمر عدد من القادة السياسيين البارزين، من بينهم الرئيس الأسبق شريف شيخ أحمد، ورؤساء الوزراء السابقون عمر عبد الرشيد علي شرماركي، حسن علي خيري، عبدي فارح شردون، ومحمد حسين روبلي، إلى جانب رئيسي البرلمان الأسبقين شريف حسن شيخ آدم ومحمد مرسل. كما سيشهد المؤتمر حضور عدد من أعضاء البرلمان الحاليين، ووزراء سابقين، وشخصيات سياسية بارزة أخرى.

ويُنظر إلى هذا الاجتماع على أنه استعراض لقوة المعارضة وتماسكها، ورسالة واضحة بشأن قلقها المتزايد من مسار العملية السياسية في البلاد، لا سيما مع اقتراب المرحلة الانتقالية المقبلة.

وفي سياق متصل، حذرت الحكومة الفيدرالية من إدخال الأسلحة الثقيلة إلى العاصمة خلال فترة انعقاد المؤتمر، مشيرة إلى مخاوف أمنية متعلقة بسلامة المدينة التي تعيش على وقع تهديدات أمنية متواصلة من الجماعات المتطرفة. ودعت السلطات إلى ضرورة ضبط تحركات الحراس الشخصيين المسلحين المرافقين للقيادات السياسية المشاركة.

ورغم هذه التحذيرات، تؤكد قوى المعارضة عزمها على المضي قدماً في عقد المؤتمر، في خطوة تعكس تصاعد التحدي لإدارة الحكومة الحالية، والمطالبة بإجراء انتخابات توافقية شاملة.

ويرى مراقبون أن نتائج هذا المؤتمر قد تشكل منعطفاً مهماً في رسم ملامح المشهد السياسي الصومالي خلال الأشهر المقبلة، مع استعداد البلاد للدخول في مرحلة مفصلية من تاريخها السياسي.

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.