تمكن حسن شيخ محمود، من الظفر بالانتخابات الرئاسية ليصبح رئيسا للصومال، بعدما تفوق على منافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو.
وأصبح شيخ محمود (67 عاما) رئيسا للصومال للمرة الثانية، حيث سبق وتولى الرئاسة بين سبتمبر/أيلول 2012، و16 فبراير/شباط 2017.
الرئيس المنتخب من مواليد مدينة جللقسي وسط الصومال، وينحدر من قبيلة “أبغال”، إحدى أكبر القبائل الصومالية، ويتمتع برصيد سياسي كبير بالبلاد، كونه أكاديمي وناشط وسياسي.
أكاديميا، أتم شيخ محمود، مرحلة الإجازة (البكالوريوس) في “الجامعة الوطنية” (حكومية) عام 1981، وأكمل دراسة الماجستير بالهند، في 1988.
عمل شيخ محمود، الذي يتحدث اللغتين الصومالية والإنجليزية، في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كمسؤول تربوي في جنوب ووسط الصومال.
وفي عام 1999، شارك في تأسيس “المعهد الصومالي للإدارة والتنمية الإدارية” بالعاصمة مقديشو، قبل أن يؤسس في 2011، حزب “السلام والتنمية”، الذي لا زال يرأسه.
** غمار السياسة
دخل شيخ محمود غمار السياسة لأول مرة في 2012، كرجل أكاديمي وناشط بالمجتمع المدني، وعرف محليا بـ”رجل المفاجآت” بعد فوزه بسباق الانتخابات الرئاسية آنذاك.
وفاز برئاسيات 2012، رغم حظوظه القليلة أمام منافسيه، الذين كان من ضمنهم الرئيس الأسبق شريف شيخ أحمد.
ولدى وصوله للسلطة، اشتهر بسياسة توافقية، حيث استطاع تحقيق توافق بين أطياف المجتمع الصومالي، ومع رؤساء الولايات الفيدرالية الذين غالبا ما يخوضون صراعات سياسية مع القصر الرئاسي.
** رجل الفدرالية
يعتبر شيخ محمود رجل الفدرالية الصومالية، حيث تمكن خلال توليه الولاية الرئاسية الأولى، من تأسيس النظام الفدرالي، عبر تقسيم البلد إلى ولايات فدرالية.
ورغم أن الدستور الصومالي المؤقت لايفصل بين صلاحيات الحكومة ورؤساء الولايات الفدرالية، إلا أن محمود استطاع العمل مع رؤساء الولايات، عكس السنوات الخمسة الماضية التي كانت مليئة بالخلافات، وصلت أحيانا بتهديد بعض الولايات بقطع علاقتها مع الحكومة.
** إنجازاته
في سجل الرئيس المنتخب عدة إنجازات ومشاريع تنموية، ويعد مطار مقديشو الدولي أحدها، حيث جرى إنشائه من قبل شركة تركية، وجرى افتتاحه في 2014، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
سياسيا، كان حريصا على الحوار والتوافق في حل الخلافات الداخلية، بينما دوليا، أبقى علاقات الصومال هادئة ومبنية على التعايش والاحترام المتبادل، خاصة مع دول الجوار.
أمنيا، لعب شيخ محمود، دورا مهما في تحرير عدة مناطق بالبلاد من قبضة حركة “الشباب” المسلحة (تتبع فكريا لتنظيم القاعدة)، حث جرى تحرير 36 مدينة من الحركة خلال ولايته الرئاسية الأولى.
بعد عودته لقصر الرئاسة، تنتظر شيخ محمود الكثير من الملفات المعقدة، منها الأمن والاقتصاد واستكمال الدستور المؤقت والانتخابات، فضلا عن تحسين علاقات الصومال الخارجية، وغيرها.
والأحد، جرت انتخابات الصومال على ثلاث مراحل، حيث شارك في الجولة الأولى 34 مرشحا، قبل أن تنحسر المنافسة بالجولة الثانية بين 4 مرشحين، وفي الثالثة بين شيخ محمود وفرماجو.
وحصل شيخ محمود على 214 من أصوات أعضاء البرلمان بمجلسيه الشعب والشيوخ في اقتراع سري، مقابل 110 للرئيس المنتهية ولايته.
تعليقات الفيسبوك