أجرى الحوار: الزميل عبده مهد أحمد (شرحبيل)
قابلت الشيخ أحمد القطبي في مبنى إدارة جامعة مقديشو، وكنت منذ الصغر أحضر حلقاته ومحاضراته وخطبه، عرفت فيه الجرأة والشجاعة والفصاحة، فلقيته وفق ما كان يجول في خاطري لا يتردد عن الإجابة ، يحاور عن قناعة تامة ،تبدو عليه سمات الهيبة والوقار، ويتسم في نبرة حماسية أثناء حديثه مع وسائل الإعلام أو مجالس الحديث، إضافة إلى جهوريته وإجادته في فن الإلقاء، وما إن طلبت شبكة الصومال اليوم إجراء مقابلة معه حتى بادر بالموافقة.
والشيخ أحد دعاة الصومال المشهورين ، ومن رموز الحركة الإسلامية في القرن الإفريقي (الإصلاح) ومن قيادتها، وكان فترة من الفترات نائب المراقب العام لحركة الإصلاح ولا زال عضوا بارزا في مجلس شورى الحركة، فأجرينا معه هذا الحوار:-
النشأة:
شبكة الصومال اليوم : حدثنا عن بداية حياتك ونشأتك وتعليمك ؟
الشيخ أحمد القطبي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أسمي أحمد شيخ حسن احمد المشهور بالقطبي نسبة إلى قبيلتي ، ولدت في قرية إسمها طشيج وامو (dhasheeg waamo) قرب مدينة كسمايو عام 1948م وبذلك يكون عمري الآن أربع وستون سنة، بعد ذلك وأنا صغير والصومال في فترة الاستعمار سافرت إلى الوطن الصومالي الذي تحتله إثيوبيا في منطقة اسمها عرمالى(carmaale) بين قبددهرى (qabdidaharre)وقلافى (qalaafe). هناك حفظت القرآن الكريم من معلميْن أولهم معلم يوسف عبد بيلئ وثانيهم معلم عرب شيخ عبد الله وهذان درسا لي الآخر ( والآخر بحسب العرف الصومالي الخمسة عشر الأجزاء الأخيرة من الكهف إلى سورة الناس ) ودرس لي الأول (وهو أيضا من الفاتحة إلى الكهف ) معلم إبراهيم ( معلم سراج ).
وفي الثامن والستين رجعت إلى مقديشو فكنت طالب علم فيها ست سنوات في الحلقات العلمية المعروف بـ( xer). وبعدها التحقت بالمعهد الديني في عام 70 ، وهاجرت إلى السودان عام 74، حيث اكملت الثانوية فيها ومن ثم تخرجت من جامعة أم دمان قسم اللغة العربية، ثم نلت دبلوم في التربية الإسلامية من نفس الجامعة، ثم انتقلت إلى اليمن وكنت مدرسا فيها خمس سنوات، ثم عدت إلى السودان وحصلت الماجستير من المعهد الدولي التابع لجامعة الدول العربية، ثم رجعت إلى الصومال لنشر الدعوة، وعدت مرة أخرى إلى السودان في عام 2000/6/22م حيث ناقشت أطروحة الدكتوراة في المناهج وطرق التدريس.
البدايات التعلمية:
شبكة الصومال اليوم: من هم أشهر شيوخك ممن تلقيت منهم العلم الشرعي ؟
سؤال جيد، وأحب أن يقتدى بها القراء بعد إجابتي، فالأصل في العلوم الشرعية أن تتلقاها من العلماء، فيكون لك معلم في القرآن، وشيخ في العلوم الشرعية، فلا يكون تعليم الدين الإسلامي اقتحام دون دراية وعلم تام للشريعة، لذا فإن العلوم المعروفة في وطننا الصومالي والمتوفرة آنذاك -كماذكرت لك آنفا- أتيت إلى مقديشو 68 فأخذت العلم من علماء كثيرين معظمهم توفوا – الله يرحمهم – فإذ اذكرت بشيء من التفصيل أخذت تفسير القرآن الكريم عن الشيخ محمد معلم الذي توفي – رحمه الله – وقد استمعت منه ثلاث مرات بمسجد المقام، وفي الرمضان كنت استمع من الشيخ أبي بكر معلم بمسجد (boon dheere – afleershe )، قد درست منه المنهاج، وأعتقد أنني درست ربع الجراحات من كتاب المنهاج وهو أثقلهم، والباقي أكثر من ذلك ، أما بقية كتب الفقه فقد تعلمت على أيدي علماء أجلاء، وكذلك اللغة العربية والعقيدة والتي كانت تُدرس أنذاك وهي عقيدة الماتريدية والأشعرية وقد تلقيت العلم من علماء على رأسهم الشيخ محمد معلم والشيخ أبوبكر معلم، وهناك علماء آخرون تعلمت منهم.. لكن ليس بالكثير مثل الشيخ يوسف دريد (direed) -رحمه الله- والشيخ محمد جوليد استمعت منه جزء من كتاب المنهاج ربع النكاح، والشيخ عمر حبيب الذي كان يلقن لنا معاني قصيدة البردة، وشيخ آخر بمسجد أنسلوتي(ansalooti) درس لنا العقائد، والشيخ حاج عثمان الذي درست منه بعض متون الفقه الشافعي، وعلوم العربية في عرمالى، والعلوم الإسلامية التي تعلمتها على يد علماء أجلاء ولم تكن دراسة ذاتية بدون موجه.
التجارب مع الصحوة الإسلامية في الصومال:
شبكة الصومال اليوم : حدثنا عن تجاربك مع الصحوة الإسلامية في الصومال؟
أريد أن يعلم قراء هذه المقابلة جيدا بأن وطننا الصومالي اختاره الله أن يكون شعبه مسلماً 100%، ويقال هناك ثلاث دول في العالم الإسلامي ليس من مواطنيها من يعتنق ديانات أخرى، وشعبهم مسلم 100%، وهذه الدول هي الصومال، ثم المملكة العربية السعودية، وموريتانيا المشهورة بـ ” مليون شاعر”.
فالصومال لها ميزات مميزه في ناحية الاعتقاد، فالكل على المذهب الشافعي، وعندما كنا نتعلم تلك الكتب كنا نتعلم قواعد الإسلام، فالعلماء هم الذي حفظوا الوطن والشريعة وعلموا الناس الدين الإسلامي، وحفظوهم القرآن ودرسوا لهم الشريعة، أما الصحوة فيرجع اصلها إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا( ولا يجدد قرآنا ولا حديثا وإنما عن طريق عودة الناس إلى التطبيق والالتزام إذا انعطفوا من الطريق، والصحوة في اللغة إيقاظ نائمٍ، المسلمون ناموا عن الإسلام ثم صاحوا، انتبهت إلى هذه الصحوة الإسلامية عام 1971م، وكان السبب الأول من الشيخ محمد معلم – رحمه الله – الذي كان يحضر من تفسيره من كتاب ( في ظلال القرآن ) للشهيد سيد قطب ، وكذلك الشيخ محمد أحمد عمر نور (جريرى) الذي كنا نزوره في بيته ويعطينا كتب الإخوان المسلمين، وفي تقاطع حمروين حصلنا كمية كبيرة من تراث الإخوان المسلمين كانت تباع في المفروشات على جنبات الطريق (wadhato) ، وأتذكر من تلك الكتب : كتاب معالم في الطريق للشهيد سيد قطب ، ورسالة الإمام الشهيد حسن البنا ( الإخوان المسلمون تحت راية القرآن ) من هنا بدأت صحوتنا ، فالإسلام واحد من لدن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن التجديد الذي قامت به الصحوة هو التنبه لمؤامرات اعداء الإسلام، وتعليم الناس العلم الشرعي، فإذا كان في القدم معرفة الشريعة عند شيخ في مسجد، فالإسلام لله ، والدنيا والآخرة لله، والأرض والسموت لله ، والكل عباد لله ، فنريد من الطبيب والمهندس والبيطري والزراعي والقاضي والمحامي معرفة الله وشريعته والحكم بها، وهذا هو الصحوة المذكورة، وليس كما يشوه البعض بزعمهم إتيان مذهب جديد او دين جديد، رغم أننا تجاوزنا تلك العقبة ولكن من المؤسف أن حل محلها اليوم ناس ترجموا الصحوة الإسلامية بصورة خاطئة، حيث صوروها بتكفير الناس وذبحهم وقتلهم مع زعمهم أن تلك الأفعال من الإسلام، وهذا ليس في شيء مما كان عليه الصحوة، ولا مما تسعى إلى تحقيقه ولا محل له في دين الله.
مآسي العلماء:
شبكة الصومال اليوم : مم تتذكر من مآسي العلماء مع أيام الحكومة السابقة وما الذي أثر بك شخصيا ؟
معلوم أن أولى المآسي أولئك العلماء العشرة الذين قتلوهم بعد توضيحهم الحق في مسائل متعلقة بالوراثة ، ورجال منهم كنا معا طلبة علم، وأتذكر منهم شيخ موسى الذي كنت أحبه، ورأيته في منام وأنا طالب في السودان وهو يلبس بثياب أبيض، فقلت له: ياشيخ موسى مالك فقد أخبرنا أنك قتلت وأنت الآن جميل وتلبس بهذا اللباس الأبيض فقال : لم اُقتل ، وهذه تتترجم عن الآية القرآنية (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ) ، وأنتم تعلمون أن الناس كانوا يسجنون، والذي كلفني إلى الهجرة هو أنني كنت من جملة العلماء المطاردين، واتذكر مرة أنني سجنت في (Afar irdoodka ) بتهمة أنني صافحت سياسيين وانني أحرضهم ضد الحكومة، ولم يصل مني مشكلة كبيرة، إلا أن أصحابي كانوا بين مطرود ومقتول ومحكوم بالإعدام، مثل الشيخ نور بارود والشيخ عبد الرزاق حسين عيسى وغيرهم، والمشكلة كنا نراها عيانا وقد عشنا في ظلها.
شبكة الصومال اليوم : اشتهرت بتدريس تفسير القرآن الكريم وكنتُ ممن درس على يديك مرتين، مرة في مسجد عبد الرشيد ومرة في مسجد الأنصار فهل لك حلقات غير تفسير القرآن الكريم ؟
فعلا كل العلوم في تفسير القرآن، فالفقه مثلا يؤخذ من القرآن، وهناك كتب تم تأليفها في آيات الأحكام، والحديث يفسر القرآن : “وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ” فالقرآن هوالفقه والسنة واللغة العربية وهو الأدب والبلاغة، ومن أجل ذلك أعطيت جلّ إهتمامي التفسير، وقد درسته ستة مرات قبل حدوث الفتنة الكبرى، ولم ابدأ حلقات فقه وحديث، ولكن عند ما كنت محاضرا في جامعة مقديشو درست الفنون المتنوعة من عقيدة وحديث، ولم أجلس لحلقات المجلس غير تفسير القرآن الكريم، وكنت احب ان أجلس لذك خاصة الفقه والذي تزداد حاجة الناس إليه.
شبكة الصومال اليوم: لك أنشطة دعوية في الداخل وفي المهجر، فما ملا حظاتك في إقبالية المجتمع الصومالي لهذه الأنشطة وما الفرق بين المغترب وبين المقيم؟
صحيح، كماذكرتَ سافرتُ إلى الخارج إلى القارة الهندية باكستان والهند،وأفريقيا، ودول اسكندنيفيا، وبريطانيا، فقابلية المجتمع المقيم أكثر من المغترب لوجود عوائق،لدى المغتربين مثل المناخ، وطابع الوظيفة، وتربية الأولاد، إلى غير ذلك، فالمجتمع الصومالي في الداخل أكثر إقبالية ممن هم في المهجر.
شبكة الصومال اليوم : ما الذي ترك أثرا في نفسك من الكتب التي استفدت ومن الأشخاص؟
الكثير من الكتب والشخصيات تركت أثراً واضحاً على مسيرة حياتي، والذين استفدت لو أشرت إلى بعضهم فنصيحتي إلى مؤلفات الإمام النووي كالرياض الصالحين المكتوب بمنهجية فائقة، فيبدأ من الإخلاص إلى دخول الجنة والنعيم الذي أعده الله لعباده الصالحين وفي دفتيه خير كثير يخصنا، وأيضا كتابة الأذكار الذي صار مثلاً وكان يقال (بع الدار واشتر الأذكار) وكتابه الذي لا يستغني عنه أهل القرآن ( التبيان في آداب حملة القرآن) أما من جانب الصحوة الإسلامية ففحول علماء العصر أمثال الإمام الشهيد حسن البنا، والشهيد سيد قطب، والدكتور الإمام يوسف القرضاوي، وكتب محمد الغزالي الأخير الثمينة والمنقطعة النظير، والشيخ محمد الغزالي القديم وكتابه (إحياء علوم الدين)، ومن الكتب التي استفدتها (حجة الله البالغة) للإمام ولي الله الدهلوي، ولا يمكن حصر الكتب والأشخاص في مقابلة، إلا أنني اختم بما استفدت من الكتب بالصحيحين وأمهات الستة، وفتح البارئ، والبداية والنهاية لإبن كثير، ومن المصطلح تدريب الراوي على شرخ التقريب للإمام النووي والسيوطي وأوصي إلى الدعاة والمسلمين بصفة عامة دراسة كتاب جامع العلوم والحكم لإبن رجب الحنبلي.
شبكة الصومال اليوم : كونك رمزا من رموز حركة الإصلاح ماهي رؤيتك تجاه الحركة في ظل الربيع العربي وبعد الانتخابات الرئاسية في الصومال ؟
بسم الله أرى خيرا كثيرا واستبشر، فالإخوان المسلمون حملة رآية التجديد والصحوة الإسلامية، وعمر الحركة الآن 84 عاما من تأسيس الإمام الشهيد حسن البنا، قبل اليوم كان الناقدون وبعض معارضو الحركة يقولون لنا تتحدثون عن جماعة اسمها الإخوان المسلمون، أين تحكم الجماعة ومادورها في العملية السياسية؟ وما تأثيرها على المجتمعات العربية والإسلامية ؟
نحن اليوم نشهد الربيع العربي والصحيح أن يسمى بالربيع الإخواني، لأن الحزب الفائز في المغرب وتونس وليبيا واليمنومصر كلهم من الإخوان المسلمين، والحزب الذي على وشك الإنتصار في سوريا هو من الإخوان المسلمين، وقد حكموا السودان 23 عاما، حتى الإيران الشيعية اقتبسوا من الإخوان المسلمين، وخاصة كتب الشهيد سيد قطب، وأيضا حزب التنمية والعدالة في تركيا جزء من هذه الصحوة، ونحن كحركة الإصلاح عضو من هذا التنظيم الدولي، ونطمح إلى ما وصلوا إليه إخواننا، وأملنا كبير، ولكن كما تعلمون فإن الأمة الصومالية في انهياراستمرأكثر من اربعين عاما، ومن الأسف يبدأ البعض من لحظة إنفجار الحرب الأهلي،والأزمة الصومالية بدأتمن يوم عودة الحرب مع إثيوبيا، وأيام تدمير المناطق الشمالية عام 88،وكنت في الحج تلك الأيام، فنحن كلنا على علم ماسبب بنا التطرف القبلي والتطرف الديني، ونرجوا أن نوجه المجتمع الصومالي إلى الطريق الآمن حيث الإسلام والإستقرار والعدالة بإذن الله.
نضوج حركي:
شبكة الصومال اليوم : لو راجعتك مرة ثانيا كيف حال الحركة حاليا ؟
الحركة بخير لا يوجد مشاكل حاليا، فإن طار إلى اذهان الناس شيء فقد انتهى والحمدلله، ولا يوجد أزمة قائمة في الوقت الحاضر،ونحب ان نمضي قدما، والحركة ازدادت نضجا وخبرة وحضارة، وهي حركة مؤسساتية لها وجود في الأقاليم في جميع أقاليم الصومال، وجميع قارات العالم، ولا تجمعهم قبيلة ولامنافع دنيوية، تآخوا في الله وفي الإسلام ولخدمة المجتمع، والحركة بخير ويقود الحركة ثلاث أشياء:
الأول : منهج وسطي غير متطرف كماقال الله تعالى ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا…”
الثاني : قيادة منتخبة غير مستبدة.
الثالث : لائحة تنظم شؤون الحركة.
التعثر شيء طبيعي وموجود في الدنيا ولكن عمل الحركة لا يتوقف من أجله فهي ناضجة وراسخة الجذور.
شبكة الصومال اليوم : كداعية صومالية له وزن على مستوى الصومال ماهي رؤيتك تجاه التغيير الجديدوالحكومة الوليدة في الصومال ؟
رؤيتي هي رؤية إخواني في الحركة، فأنا أنتمي إلى حركة لها مجالس الشورى ومجالس سياسية، وانطلاقا من هذا فنحن كجماعة الإصلاح بعلمائها وأبنائها جميعا كانت لنا مواقف واضحة،فلم نشترك الرؤى بزعماء الفصائل، وقيادات جماعات إسلامية مسلحة، فمن أيام أباطرة الحرب إلى اليوم وجميع الحروب التي دارت بين الصوماليين اعتبرناها حروب فتنة، والفتنة موجودة في كتب السنة وهي من أبوابها، والفتنة من باب لا يَقتل القاتلُ فيمَ يَقتل، ولا المقتول فيمَ قُتل،ولذا فنحن ضد كل حرب في الصومال سواء باسم الدين أو القبيلة،وترقيتنا الإجتماعية لوطننا هي الخدمة في التعليم والتربية والمصالحة والإغاثة، وأن نكون مع كل من يخدم لصالح الصومال، ولا نأخذ السلاح وإنما نكون مع الحوار والتفاوض،نشارك ونبذل مجهوداتنا للوفاق الوطني، والمتناحرون على السلطة الوطنية الصومالية متساوون عندنا، ولا ننحاز إلى أحد منهم، ولذا أيدنا جميع الحكوما ت،فحكومة عرتا نحن أرسينا قواعدها 70%، وايدنا الحكومات الأخرى إلى حكومة شريف، ونؤيد الحكومة الجديدة التي خرجت من الانتقالية إلى الرسمية، ونرجو منهم التغيير والإصلاح الشامل لكل نواحي الحياة، وأن لا يحذو حذو من سبقهم حتى لا تكون نهايتهم الفشل، وأن يعملوا في سبيل إنقاذ المجتمع الصومالي.
شبكة الصومال اليوم : بم تنصح قراء شبكة الصومال اليوم وعموم الصوماليين الذين سيقرؤون هذه المقابلة ؟
نصيحتي إلى المجتمع الصومالي : تخلفنا عن المجتمعات رغم أن وطننا من الأماكن الطيبة، كما قال القرآن لأهل سبأ ” بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ” فلنتجنب أن يكون لسان حالنا : ” فَأَعْرَضُوا ..” لأن وطننا يتمتع بمناخ معتدل، وشاطئ طويل، ونهرين كبيرين، وثروة حيوانية، وأرض زراعية، ومع ذلك أمتنا متخلفة، و تفتت ونزحت إلى أقطار المعمورة، وترى حالة بلدنا في ضعف الأنظمة، ونظافة الشوارع، فعلينا أن نسعى إلى إعادة مجدنا وشرفنا، فالصوماليون كلهم يريدون تطبيق الشريعة، ولكن كثيرا منهم لم يفهم الشريعة نفسها، فما انزلت خاتمة الشرائع إلا لحفظ الضروريات الخمس، لحفظ الدين، وحماية النفس البشرية، وصيانة المال وطرق كسبه وإنفاقه، وحفظ العقل والبعد عن تخديره وتعاطي كل ما يسكره، وأنزلت لغرض صيانة العرض والنسب، ففي ظل عدم حرمة هؤلاء الخمسة، ينتشر القتل والسرقة وإنتهاك الأعراض، يعرف البعض بالشريعة بقطع يد فقير جائع عن مال غير محترز، فالتربية شريعة، ومكافحة الجوع شريعة، وصيانة الطرقات من حقوق الله كالصلاة والصوم والزكاة، فلنفهم الإسلام، فليس تطبيق الإسلام قطع اليد، أو ذبح إنسان جائع،فلنتعاون لبناء الوطن، وليساعد بعضنا بعضا،ونترك القبيلية المقيتة التي قال من شأنها الرسول صلى الله عليه وسلم : “دعوها فإنا منتنة” نحن في القرن الحادي والعشرين قرن الفيسبوك والإنترنت والتطلع إلى الفضاء.
تعليقات الفيسبوك