جروي – شرعت الحكومة الفيدرالية الصومالية في تنفيذ مشاريع بنية تحتية حيوية في مجالي الصحة والطاقة في مدينتي بوصاصو وجروي التابعتين لإقليم بونتلاند، في خطوة تعكس استمرار دعم المجتمع الدولي للتنمية في البلاد، على الرغم من التوترات السياسية المتواصلة بين مقديشو وقيادة ولاية بونتلاند.
وأشار بعض التقارير أن هذه المشاريع ممولة من البنك الدولي وتم توقيع عقودها في العاصمة مقديشو، ما يعكس استمرار تمرير الدعم الدولي عبر المؤسسات الفيدرالية الرسمية.
في مدينة جروي، أعلنت وزارة الطاقة والموارد المائية عن مشروع ضخم للطاقة الشمسية يتضمن إنشاء محطة توليد كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية، بهدف تحسين إمدادات الكهرباء في المدينة وتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة.
أما في مدينة بوصاصو الساحلية، فقد تمت الموافقة على توسعة المستشفى الرئيسي في المدينة، بإشراف وزارة الصحة الفيدرالية. ويتولى تنفيذ المشروع شركة “أفراح للإنشاءات المحدودة” ومقرها مقديشو، والتي تم اختيارها عبر وكالة الأمم المتحدة للمشتريات (UNPOS)، وتُشرف الأخيرة أيضًا على تصميم المشروع وإدارته ومراقبة تنفيذه.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تحوّل لافت في موقف بونتلاند، التي كانت قد عارضت في السابق تنفيذ مشاريع تنموية اتحادية داخل أراضيها، كحال مشروع طريق جالكعيو–هرفو الذي تم تعطيله سابقًا. ويُفسّر بعض المراقبين هذا الانفتاح بأنه خطوة براغماتية من قبل قيادة بونتلاند للسماح بمشاريع اتحادية في ظل الحاجة الملحة للخدمات الأساسية.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، تؤكد مصادر سياسية في بونتلاند أن التوترات لا تزال قائمة، إذ يرى معارضون أن رئيس الولاية سعيد عبد الله دني يستغل المشاريع التنموية لأغراض سياسية، متهمين إياه بتسييس التعاون مع الحكومة الفيدرالية لتحقيق مكاسب داخلية.
ويرى مراقبون أن هذه المشاريع تُعدّ تقدمًا ملموسًا في مجال تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، إلا أن الانقسام السياسي العميق بين جاروي ومقديشو ما زال يشكّل عقبة أمام تحقيق شراكة فاعلة ومستدامة بين الحكومة الفيدرالية والولايات الأعضاء.
تعليقات الفيسبوك